بالنظر إلى تجربتي الحالية كمدرسة رجعت بذاكرتي إلى الوراء عندما كنت تلميذا أدرس في مستويات مختلفة فتذكرت الاساتذة الذين درسوني خلال مراحلي التعلمية وقد بقي في ذاكرتي أستاذان كانت طرق تدريسهما مختلفة ومتباينة
يكمن الاختلاف في طريقة التدريس وكذلك في كيفية التقويم للواجبات والفروض في تقديري
أما الطريقة الأولى فتهتم بالكم دون الكيف ولا تهتم بقدرة المتعلم على الانتاج والمحاولة الفردية بل تقوم على الترصيف الكمي للمعلومات بطريقة تلقينية لا مجال للمتعلم فيها حيث كان المدرس يعمد الى تقديم المعلومات دون ان يترك الفرصة للمتعلم كي يبدي موقفا او يناقش او يعلل وبالتالي تكون استراتيجية التعلم هذه قاصرة عن ادراك الاهداف المباشرة والإيجابيّة لعملية التعلم
وفي المقابل تكون الطريقة الثانية تهتم بالكيف اكثر من اهتمامها بالكم لانها تعتني بالمتعلم اعتناء خاصا لانه يمثل محور العملية التعلمية والبيداغوجية وهو المورد الحقيقي وهذه الطريقة تجعله يشارك في انتاج المعلومة ويبني موقفا من النص ويقيم عمله عمل الآخرين كما يتذوق النص ويشارك في تعليله وبالتالي لا تكون هذه الطريقة تلقينية بل تكون ايجابية للمتعلم وللمعلم في نفس الوقت
ويتمثل الاختلاف ايضا في كيفية تقويم الواجبات والفروض حيث كان الاستاذ في الطريقة الاولى يقيم مجهود المتعلم بالتظر الى مستواه وامكاناته هو فيكون التقويم ذاتيا يعتمد الاهواء والنوازع الذاتية والاحتمالات لذلك يكون التقويم سلبيا يعود بالضرر على المتعلم وينفي كل محاولة صادقة
في حين تكون الطريقة الثانية في التقويم مختلفة يعمد فيها المعلم الى الاهتمام بامكانات المتعلم ومواقفه بطريقة موضوعية هي اقرب الى العلم والمنطق لذلك يكون التقويم ايجابيا يراعى فيه دور المتعلم الذي يخلق افكارا جديدة وينشئ نظريات جديدة ويقدم المساعدة حتى للاستاذ نفسه. لأن المعرفة ليست دائما هي التي يقدمها الاستاذ